التوازن في الحب والبغض
ماجد الحسيني
قال الامام علي عليه السلام انه قال ((احبب حبيبك هونا ما ,وعسى ان يكون بغيضك يوما ما ,وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما )) التوازن قانون كوني : ان التوازن حقيقة كونية تحكم نظام الوجود من الذرة الى المجرة ولولا ذلك لا نعدمت الحياة فالنظر الى الاجرام السماوية وحركتها وابتعاد بعضها عن البعض والتوازن في كل شيء فالتوازن اساس بقائها واستمرارها ولولا ذلك لما بقيت الحياة قال الله تعالى (( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(( ((الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ الحجر (19)) والانسان لم يكن بدعا من هذا القانون فقد جعل الله تعالى فيه قانونا يحفظ توازنه في جسده وعقله وروحه وغرائزه وشهواته وفيعلاقاته مع محيطة ومجتمعه واسرته فان حافظ هذا القانون فقد جعل حياته سعيدة ومتكاملة والا فانه سيتعرض للفساد والطغيان توازن الانسان : ان الشخصية الكاملة هي التي تعيش التوازن والاعتدال في الغرائز والشهوات بحيث لا يوجد فيها افراط ولا تفريط ..فهي متوازنه في العقل والقلب والغنى والفقر والرضى والغضب والهزيمة والنصر والعز والذل ومن هنا ورد عن الامام علي في وصف المؤمن ((وقور عند الهزاهز ثبوت عند المكارة صبور عند البلاء شكور عند الرخاء )) ورد عن الامام الباقر عليه السلام انه قال ((إنما المؤمن الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولا باطل ,,واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق والمؤمن الذي اذا قدر لم تخرجه قدرته الى التعدي والى ما ليس له بحق)) فالمؤمن الذي يعيش التوازن في الحب والبغض فلا يغالي في الحب الى درجة الهيام والوله ولا يفرط في البغض الى درجة العمى كما يقول البعض الافراط فب الحب : الحب بافراط يعمي ويصم عن معائب المحبوب فعن الامام علي عليه السلام ((فمن عشق شيئا اعشى بصره وامرض قلبه فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع باذن غير سميعة )) كما انه يُسبب الهموم والاحزان فقد رُوي ان الامام علي (ع) راى رجلا معه ابنه فقال (ع) من هذا معك ؟ فقال ابني فقال له اتحبه قال إي والله حبا شديد فقال (ع) لا تفعل فانه إن عاش كدًك وان مات هدٍك) كما انه يؤدي الى الوقوع في الحرام كما في قصة امراة العزيز قال تعالى ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )) وربما يتنقلب الحب الى بغض فيولد اضرارا كثيرة منها الصدمة النفسية وفقدان الثقة بالناس وافشاء الاسرار خصوصا اذا تحول الحبيب الى عدو ولذا ورد عن الامام الصادق (ع) لا يطلع صديقك من سرك الا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضركم فان الصديق ربما كان عدوا )) الافراط في البغض : من ابغض في افراط فانه يتعرض لسلبيات عديدة منها القطيعة والعداوة والحقد والكراهية والحسد والغيبة والشمالتة واظهار العيوب والايتهام والاسقاط وتتبع العثرات الى ما هنالك من مفاسد فردية واجتماعية ((وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) ثم ياتي يوم ويتحول العدو الى صديق كأنه يتوب ويعود الى رشده أو قد ياتي يوم وتحتاج اليه فان كانت العداوة كبيرة جدا صعب الرجوع اليه ولذا ورد عن الامام علي عليه السلام قال ((إن اردت قطيعة اخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع اليها ان بدا له ذلك يوما ما )) كما قال الامام الصاد ق(ع) لا تتبع اخاك بعد القطيعة وقيعة فيه فيسٍد طريق الرجوع اليك فلعل التجارب ترده عليك)) ان الملاحظ هذه الايام ان الشباب هم اكثر الناس إفراطنا في الحب والبغض فاذا احب احدهما فانه يبلاغ في الحب حتى يبدو مع صديقة كأنهما روح واحدة في جسدين فتراهما يشتركان في اللباس والكلام وكل الافعال واذا ابغض احدهما فانه يتطرف في بغضه ..... وما يحصل من صراع عشائري وقتل اغلبه ناتج من هذا المبدء ان اغلب المعاملات بين الناس منطلقة من الحب والبغض فمن احب انسانا سلم له في كل شيء وبرر له كل فعل قبيح ومن ابغض انسانا قبح له كل حسن وجميل وهذا ما عبر عنه الشاعر وعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السوء تبدي المساويا اذا قال الامام علي عليه السلام ((قلما ينصف اللسان في نشر قبيح او احسان )) الحب في الله والبغض في الله: ولان الحب والبغض ينبعان من قلب الانسان المتقلب والمتغير بتغير الاحوال والاشخاص فقد جعل الاسلام ميزانا للحب والبغض وهو الحب في الله والبغض في الله بمعنى ان يحب الانسان من كان وليا لله حتى ولو كان عبدا اسودوفقيرا معدما ....ويبغض من كان عدوا لله حتى ولو كان من ارحامك وشيخ عشيرتك ... قال الله تعالى .... { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) } (سورة التوبة 23) وفقنا الله واياكم لكل خير
ماجد الحسيني
قال الامام علي عليه السلام انه قال ((احبب حبيبك هونا ما ,وعسى ان يكون بغيضك يوما ما ,وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما )) التوازن قانون كوني : ان التوازن حقيقة كونية تحكم نظام الوجود من الذرة الى المجرة ولولا ذلك لا نعدمت الحياة فالنظر الى الاجرام السماوية وحركتها وابتعاد بعضها عن البعض والتوازن في كل شيء فالتوازن اساس بقائها واستمرارها ولولا ذلك لما بقيت الحياة قال الله تعالى (( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(( ((الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ الحجر (19)) والانسان لم يكن بدعا من هذا القانون فقد جعل الله تعالى فيه قانونا يحفظ توازنه في جسده وعقله وروحه وغرائزه وشهواته وفيعلاقاته مع محيطة ومجتمعه واسرته فان حافظ هذا القانون فقد جعل حياته سعيدة ومتكاملة والا فانه سيتعرض للفساد والطغيان توازن الانسان : ان الشخصية الكاملة هي التي تعيش التوازن والاعتدال في الغرائز والشهوات بحيث لا يوجد فيها افراط ولا تفريط ..فهي متوازنه في العقل والقلب والغنى والفقر والرضى والغضب والهزيمة والنصر والعز والذل ومن هنا ورد عن الامام علي في وصف المؤمن ((وقور عند الهزاهز ثبوت عند المكارة صبور عند البلاء شكور عند الرخاء )) ورد عن الامام الباقر عليه السلام انه قال ((إنما المؤمن الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولا باطل ,,واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق والمؤمن الذي اذا قدر لم تخرجه قدرته الى التعدي والى ما ليس له بحق)) فالمؤمن الذي يعيش التوازن في الحب والبغض فلا يغالي في الحب الى درجة الهيام والوله ولا يفرط في البغض الى درجة العمى كما يقول البعض الافراط فب الحب : الحب بافراط يعمي ويصم عن معائب المحبوب فعن الامام علي عليه السلام ((فمن عشق شيئا اعشى بصره وامرض قلبه فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع باذن غير سميعة )) كما انه يُسبب الهموم والاحزان فقد رُوي ان الامام علي (ع) راى رجلا معه ابنه فقال (ع) من هذا معك ؟ فقال ابني فقال له اتحبه قال إي والله حبا شديد فقال (ع) لا تفعل فانه إن عاش كدًك وان مات هدٍك) كما انه يؤدي الى الوقوع في الحرام كما في قصة امراة العزيز قال تعالى ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )) وربما يتنقلب الحب الى بغض فيولد اضرارا كثيرة منها الصدمة النفسية وفقدان الثقة بالناس وافشاء الاسرار خصوصا اذا تحول الحبيب الى عدو ولذا ورد عن الامام الصادق (ع) لا يطلع صديقك من سرك الا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضركم فان الصديق ربما كان عدوا )) الافراط في البغض : من ابغض في افراط فانه يتعرض لسلبيات عديدة منها القطيعة والعداوة والحقد والكراهية والحسد والغيبة والشمالتة واظهار العيوب والايتهام والاسقاط وتتبع العثرات الى ما هنالك من مفاسد فردية واجتماعية ((وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) ثم ياتي يوم ويتحول العدو الى صديق كأنه يتوب ويعود الى رشده أو قد ياتي يوم وتحتاج اليه فان كانت العداوة كبيرة جدا صعب الرجوع اليه ولذا ورد عن الامام علي عليه السلام قال ((إن اردت قطيعة اخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع اليها ان بدا له ذلك يوما ما )) كما قال الامام الصاد ق(ع) لا تتبع اخاك بعد القطيعة وقيعة فيه فيسٍد طريق الرجوع اليك فلعل التجارب ترده عليك)) ان الملاحظ هذه الايام ان الشباب هم اكثر الناس إفراطنا في الحب والبغض فاذا احب احدهما فانه يبلاغ في الحب حتى يبدو مع صديقة كأنهما روح واحدة في جسدين فتراهما يشتركان في اللباس والكلام وكل الافعال واذا ابغض احدهما فانه يتطرف في بغضه ..... وما يحصل من صراع عشائري وقتل اغلبه ناتج من هذا المبدء ان اغلب المعاملات بين الناس منطلقة من الحب والبغض فمن احب انسانا سلم له في كل شيء وبرر له كل فعل قبيح ومن ابغض انسانا قبح له كل حسن وجميل وهذا ما عبر عنه الشاعر وعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السوء تبدي المساويا اذا قال الامام علي عليه السلام ((قلما ينصف اللسان في نشر قبيح او احسان )) الحب في الله والبغض في الله: ولان الحب والبغض ينبعان من قلب الانسان المتقلب والمتغير بتغير الاحوال والاشخاص فقد جعل الاسلام ميزانا للحب والبغض وهو الحب في الله والبغض في الله بمعنى ان يحب الانسان من كان وليا لله حتى ولو كان عبدا اسودوفقيرا معدما ....ويبغض من كان عدوا لله حتى ولو كان من ارحامك وشيخ عشيرتك ... قال الله تعالى .... { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) } (سورة التوبة 23) وفقنا الله واياكم لكل خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق